بداية الرحلة كانت من خلال مخطط بسيط بدت فيه ملامح رسمة والرغبة في الإستكشاف، بينما كانت تعمل على إعادة تصميم أقراط إذن لوالدتها، أدركت نورة الفيصل مدى شغفها بالأحجار الكريمة وشعرت بذلك الحدس الذي يسمح للشخص بقراءة طاقة الأحجار الكريمة، وفهم تناغم وتناسق الأشكال والألوان. بدأت نورة الفيصل في العمل كمتدربة لدى الحرفيين الباريسيين والذي يعتبرون من الأفضل في العالم وذلك اثناء دراستها في مجال التصميم الداخلي.

ولدت نورة الفيصل في المملكة العربية السعودية وكانت منذ صغرها كثيراً ما ترافق والدتها في سفرها إلى معظم أنحاء أوروبا فأصبح عالم المجوهرات الراقية مألوفاً لديها.

وبعد أن أصبحت نورة متدربة، كانت تتنزه في ساحة فاندوم كل يوم عند وقت الغداء وتراقب واجهات متاجر المجوهرات وتنسيقها فعملت تلك النزهات على صقل رؤيتها الشخصية وذوقها.
كانت بداية نورة الفعلية كمصممة من خلال تصميم القطع حسب الطلب لعائلتها وأصدقائها. وسرعان ما اتسعت قاعدة عملائها إلى ان افتتحت بوتيكها الأول في شارع "فوبور سانت أونوريه" في باريس وابتكرت علامة "نون" سنة ٢٠١٤ وهو الإسم المدلل لنورة الفيصل، كما أنه أيضاً اللفظ المكتوب لحرف "نون" باللغة العربية ويجسد بالتالي القلب النابض للملكة العربية السعودية حيث تقيم وتعمل نورة الفيصل. هناك في موطنها في مدينة الرياض، تتجلى الألوان الساحرة لغروب الشمس بدرجاتها والروائح الزكية كرائحة الهيل المنتشرة في كل مكان والأنماط الهندسية كتلك التي تستخدم في الهندسة المعمارية التقليدية حتى يومنا هذا.

تمتزج التجارب الشخصية والأحاسيس مع الحياة العصرية التي تعيشها نورة الفيصل ومع مصادر إلهامها ويتم التعبير عنها من خلال "نون" وتصاميمها.

فلسفة القطعة الفريدة من نوعها:
تتميز ابتكارات "نون" الفريدة والمصنوعة أحياناً حسب الطلب بكونها مفعمة بالطاقة دائماً.

بالنسبة إلى "نون" هذه القطع الفريدة أشبه بتعابير شخصية عن المشاعر والأحاسيس، بلمسة من الإلهام، بلمحة عن لحظة معينة في حياة المصممة. لهذا السبب تسمح هذه القطع الفريدة من نوعها ببعض الحرية لنورة بالقدرة على رواية القصة تبعاً لرغبات الشخص، بعيداً عن القيود التي تتسم بها مجموعات المجوهرات الراسخة. تنعكس هذه الطبيعة الديناميكية العابرة في شخصية هذه القطع وتمنح "نون" الإستقلالية الإبداعية لإستكشاف أبعاد فنية مختلفة. وإنطلاقاً من هذا الإستكشاف يتفجر إبداع إستثنائي.

تتجسد نورة الفيصل من خلال هذه القطع التي تعتبرها قطع "التعبير عن النفس" وهي تشكل ايضاً إنعكاساً للطابع العصري السعودي.

تُظهر تلك القطع الإبتكارات العربية الجديدة بصورة إيجابية حيث تتغير التصاميم في كل مرة بناءً على أفكار تأتي من الشرق تارة ومن الغرب تارةٌ أخرى، فتتغير معها عمليات التصنيع التي تسمح لها بأن تبصر النور.

لقد اختارت "نون" كل مشغل تبعاً لمهارته، ولذلك فإن قطع "نون" من المجوهرات الراقية والفريدة من نوعها أصبحت تشكل تحدياً حقيقياً دائماً بالنسبة إلى مشاغل المجوهرات ذات التقنيات والمهارة الحرفية الفرنسية التي تعتبر من الأفضل في العالم. فهي تتكيف بإستمرار وتجد الإجراءات المناسبة والتقنيات الدقيقة التي تسمح لـ "روح" القطعة بالتعبير عن نفسها.

إنه حوار مستمر وليس مجرد وسيلة، ذلك الذي يجري بين "نون" والحرفيين في ساحة فاندوم لكل قطعة من المجوهرات يتم تصميمها.
إنه بمثابة استعادة للمعنى الحقيقي لعبارة "المجوهرات الراقية" وعند الإنتهاء من صناعتها، تحلق القطع التي تصورتها "نون" عالياً في سماء عالم المجوهرات.

وعندئذٍ، يمتلك كل عميل قطعة مجوهرات فريدة لترافقه في رحلة حياته وليمنحها تاريخاً جديداً وهوية جديدة.